احتيال بملايين الليرات...إخراج الذهب من الأرض في الاستثمار بالسحر والبخور

--------------------------------------------------------------------------------

صرح العميد عبد الرزاق المطلق رئيس فرع الأمن الجنائي بريف دمشق أن مجموعة من المشعوذين والمحتالين قاموا بعمليات مركبة ومفبركة دارت في أماكن مختلفة في ريف دمشق بين ببيلا والمليحة لتمتد فيما بعد إلى مصر بالتنسيق والتعاون مع عدد من الأشخاص بينهم مصري يدعى الحاج طه وسوداني يدعى آدم واصفاً المدعو «ع.إ» الإبراهيمي المقبوض عليه والمدعو «ب.س» والمدعو «أ.م» المتوارين عن الأنظار بدينامو العملية ومحركها الأساسي بالتعاون مع «م.ي» والملقب بالدكتور همام والمتواري أيضاً عن الأنظار وآخرين بأسماء وألقاب حركية عديدة.
قام هؤلاء بحسب المطلق بالنصب والاحتيال بملايين الليرات على عدد من المواطنين المستغفلين والسذج بادعائهم إخراج سبائك الذهب والدولارات من الأرض بطريقة السحر والبخور وادعائهم بمعرفتهم ضباطاً ومسؤولين قبل أن يلقي فرع الأمن الجنائي بريف دمشق القبض عليهم في منتصف الشهر الثالث من العام الجاري. وأضاف المطلق: إن إفادات الضحايا والشهود كشفت عن معلومات وأحداث غاية في الغرابة والطرافة في آن واحد مظهرة مدى سذاجة الضحايا واستغفالهم طمعاً في الحصول على الذهب والدولارات التي لم تكن سوى أضغاث أحلام وسراب أمام محتالين قاموا بتأليف سيناريوهات مختلفة للإيقاع بهم.
وكان الضحية الأولى المدعو «س.خ» تولد 1975 مقيم في ببيلا أفاد أنه على معرفة وصداقة بالمحتال «ب.ع» من 13 سنة وأنه عرض عليه مسألة إخراج الذهب والكنوز وتنزيل الدولارات بوساطة إشغال البخور والسحر دون الحاجة لأعمال الحفر والتنقيب بعد تعريفه بالمحتال «أ.م» والمدعو «ع.ع» من دير الزور والاتفاق معهم على هذه العملية بعد دفع مبلغ 400 ألف ليرة دفعة مقدمة من أجل شراء البخور إضافة إلى صندوق حديد فارغ. وتابع الضحية بأنهم قاموا بإخراج حجر صغير مدعين أنه يحتوي على مادة روحانية لتنزيل وسرقة الأموال من البنوك وطلبوا في المرة الثانية 1.5 مليون ليرة بحضور الشهود في كل مرة بعد ذلك أدخلوني غرفة في منزلي معتمة ومضاءة بالشموع وشاهدت صندوقاً مملوءاً بالدولارات أعطوني أربع قطع فئة المئة منها للتأكد من صحتها بعد صرفها. ثم ادعوا أن المال قد أخذه الجان بعد إفتعال حريق نتيجة سوء نيتي. ويتابع الضحية «س.خ» بأنه رفض الاستمرار معهم قبل أن يهددوه بأن اللعنة ستحل عليه في حال عدم إكمال الموضوع قائلاً: إن ابنته أصيبت بمرض اللقوة العصبية قبل أن يطلبوا أيضاً وبعد ثلاثة أشهر 1.5 مليون ليرة لإتمام العمل ويعيدوا الكرة والطقوس ذاتها مدعين هذه المرة أن الجان أخذ الحجر «الياقوت الأحمر» مكررين التهديد نفسه بإصابتي باللعنة في حال عدم السير بالموضوع حتى نهايته قبل أن أتيقن أن أعمالهم هذه كانت بقصد ابتزازي والنصب والاحتيال علي بعد طلب مبلغ 750 ألف ليرة بحجة إعادة الحجر من الجان ليصبح إجمالي المبلغ 4.2 ملايين ليرة وبيع كل ما أملك نتيجة لذلك. الشاهد «أ.ب» تولد 1968 كفرسوسة والمقيم في المعضمية بين أن معرفته بالمحتال كانت عن طريق الضحية الأولى التي تربطه بها علاقة صداقة من ثلاث سنوات على أن المشعوذ عالم فلك ولديه جان لإخراج الكنوز والدولارات وكان يحضر عدداً من جلسات إحضار الجن واستخدام البخور من قبل المشعوذين الثلاثة «ب.ع- أ.م- ع.إ» بحضور «س.ع» كشاهد أيضاً مؤكداً أن مرض ابنة الضحية الأولى «س.خ» مرض نفسي وعصبي كان السبب في زيادة توريطه عبر دفع مبالغ إضافية في كل مرة يطلبها المشعوذون ووعيدهم بأن حالتها ستزداد سوءاً في حال لم يكمل الطريق وأضاف الشاهد: إنه وشاهداً آخر كانا يحاولان ثنيه عن الدفع أكثر من مرة قبل أن يقر بأن كلامهما كان مقنعاً حيث كان الضحية يصر على الاستمرار تحت ضغط حالة ابنته.
الضحية الثانية «أ.س» تولد 1953 من أهالي المليحة الذي تم الاحتيال عليه بمبلغ 84 ألف دولار من ثلاثة أشخاص وصفهم بالأطباء المختصين والمؤلفين لكتب فلكية طلبوا مقابلته عبر «م.ش» بتاريخ 3/8/2008 بحسب أقواله في محله ومزرعته في المليحة مدعين أنهم من تجار الذهب الأصلي موهمين إياه بأن مزرعته تحتوي على كنوز قيمة قبل أن يقدموا على حفر حفرة في مزرعته ودفن ديك صغير أخرجوه بعد مدة 21 يوماً حياً يرزق مع أربع بيضات كتب على طرفها الهند ومصر مدعين بضرورة الذهاب إلى مصر للحصول على أبخرة كلفتها 84 ألف دولار، تم تحويل هذا المبلغ إلى الجمهورية المصرية بمعرفتهم وبأنه سلمهم المبلغ بالعملة السورية وهو 27 مليوناً و210 آلاف ليرة- بحسب قوله.
علماً أن المبلغ والكلام للمحرر يقارب بعد تصريفه من الدولار إلى العملة السورية 4 ملايين ليرة وليس 27 مليوناً إلا إذا كان مغفلاً إلى درجة كبيرة ليقوم بدفع 84 ألف دولار بالسوري 27 مليون ليرة- وتابع الضحية بأنه سافر مع المشعوذ «ع.إ» والتقوا هناك بالمشعوذ الآخر «ب.ع» الذي جمعهم بشخص مصري يدعى الحاج طه قبل أن يعودا إلى سورية ليدعوا في مطار دمشق الدولي بأن الحقيبة المحتوية على الأبخرة قد ضاعت وأنهم قاموا بتنظيم ضبط شرطة في مخفر المطار باسم أحدهم قبل أن يبدأ بالشك في تصرفاتهم مضيفاً: إن الحاج طه حضر إلى سورية بعد مرور نحو شهر وبحوزته الأبخرة طالبين مبلغ 1.5 مليون ليرة سورية ثمنها ليحضروا بعد يومين إلى المزرعة وبرفقتهم شخص سوداني يدعى آدم متخصص بعلم الآثار على حد قوله والعمل على حرق جثته السوداني بالاتفاق معه قبل أن يطلبوا مبلغ 350 ألف ليرة بحجة إسكات أهل السوداني. وتابع لقد اكتشفت فيما بعد أن الجثة ما هي إلا هيكل عظمي مصنوع من البلاستيك والآن الموضوع مفبرك للتغطية على المبالغ المسحوبة وإبعاده عنها. وأضاف الضحية بأنهم باتوا يبعثون لي التهديدات بعد أن تواروا عن الأنظار وبعد 6 أشهر والعديد من الاتصالات أرسلوا لي شخصاً يدعى عمر أبو شعر قام بتهديدي بأن العصابة سوف تلحق بي الأذى في حال لجأت إلى إخبار السلطات الأمنية