i-love-lolo
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النظافة الزائدة.. هل تضر بالأطفال؟

اذهب الى الأسفل

النظافة الزائدة.. هل تضر بالأطفال؟ Empty النظافة الزائدة.. هل تضر بالأطفال؟

مُساهمة  Admin الثلاثاء أبريل 21, 2009 10:57 pm

--------------------------------------------------------------------------------

لعله ليس بالجديد- وإن كان يظل من الطريف- أن نلاحظ أن الأشخاص الذين ولدوا وقضوا طفولتهم في بيئات ريفية لا يتم فيها اتباع العادات الصحية المثالية يظهرون قدرة أعلى على مقاومة الأمراض مقارنة بمن ولدوا في بيئات متمدنة أو ارستقراطية.

لا يقتصر هذا الأمر على عالمنا العربي، بل إن هذه الملاحظة تتداولها أيضاً الشعوب الأوروبية والأميركية، ويوماً ما قال عالم الميكروبات الفرنسي الشهير «لويس باستور» إنه يفضل أن ينشأ الطفل في بيئة أقل صحية، وظهرت في الغرب عبارة A little bit of dirt does you good «أي إن قليلاً من القذارة يفيد»!
ولقد استهوت هذه الفكرة بعض الباحثين وكان منهم «شتراكن» الذي اقترح ما يعرف بنظرية النظافة الصحية the hygiene theory في عام 1989 والتي من خلالها استنتج أن الزيادة في حدوث أمراض الحساسية المفرطة وضعف المناعة خلال السنوات الثلاثين السابقة لهذه النظرية يعودان إلى الاهتمام المفرط في ممارسة العادات الصحية في المأكل والمشرب والنظافة الشخصية وغير ذلك من مناحي الحياة، وتفسير ذلك هو أن النظافة الزائدة ووجود عدد أقل من الأطفال قد ساعد على تقليل فرص تعرض الأطفال للعدوى لمسببات الأمراض من ميكروبات ومركبات ضارة ما سبب كسلاً لجهازهم المناعي وجعله أقل كفاءة في التعامل مع هذه المسببات مستقبلاً؟ والحقيقة العلمية لهذه النظرية هي أن التكوين الأساسي للجهاز المناعي للإنسان يحدث خلال السنوات الأولى من طفولته، وأن هذا الجهاز لديه «ذاكرة»، فعند تعرض الإنسان لأحد الميكروبات المسببة للأمراض خلال الطفولة فإن ذلك يتيح للجهاز المناعي أن يتعرف على هذا الميكروب ويدبر له طرقاً مناسبة للتعامل معه والقضاء عليه، فإذا تعرض مستقبلاً للميكروب نفسه فإنه يقضي عليه بسهولة وسرعة فائقة لدرجة أن الشخص لا يشعر بحدوث العدوى. والبحث المتصل في علوم المناعة أظهر بعض المعلومات التي قد تفسر تحسن مناعة البالغين الذين تعرضوا للملوثات في طفولتهم مقارنة بمن تربوا في بيئات شديدة الصحية. كذلك وجد في بعض المناطق التي يقل فيها الاهتمام بالممارسات الصحية وتنتشر فيها الإصابة بالديدان الطفيلية أن السكان لديهم مناعة أكبر لمقاومة أمراض الحساسية. وبقدر ما جاءت نظرية «شتراكن» لتضفي طابعاً علمياً على فكرة أنه قد تكون هناك فائدة صحية من «قلة النظافة» إلا أنها أثارت قلقاً بين المتخصصين في الصحة العامة والأمراض المعدية.
فوجود هذه النظرية من دون تفسير لما هو المقصود بـ«قلة النظافة» قد يثير بعض الالتباس عند العامة ويسهم في إهمال النظافة واتباع القواعد الصحية في ممارساتنا الحياتية بشكل قد يساعد على انتشار الأمراض، ولذلك قامت بعض المؤسسات الصحية في أوروبا بإعداد كتيب للتأكد من أهمية وكيفية أداء الممارسات الصحية في المأكل والملبس والمسكن وغير ذلك وبصفة عامة فإن علينا أن ندرك أن النظافة والتطهير أساسيان للوقاية من الأمراض، وإذا كانت قلة النظافة للأطفال تساعد على الوقاية من أمراض الحساسية المفرطة، إلا أنها قد تسبب حدوث أمراض معوية وتنفسية خطرة، ومن ناحية أخرى فإن التعرض لميكروب ما ممرض ليس بالضرورة أن يكون مرادفاً لحدوث المرض أو الوقاية منه مستقبلاً حيث إن ذلك يعتمد على عدة عوامل من ضمنها الأعداد الحية من الميكروب أو الجرعة من إفرازاته السامة التي يتعرض لها الجسم، ولحسن الحظ فإنه غالباً ما تكون الجرعة اللازمة لحدوث المرض مرتفعة ولا يتعرض لها الإنسان إلا في حالات التلوث والقذارة الشديدة، بينما التعرض لأعداد أو جرعات منخفضة من مسببات الأمراض خلال الطفولة قد يقوي الجهاز المناعي ويسهم في الوقاية من الأمراض فيما بعد، وهذا يحدث مع الممارسات الصحية المعتادة حيث إنه لا توجد أي طرق للتنظيف والتطهير تضمن التخلص التام من جميع الميكروبات.
وبالتالي نستنتج في نهاية المطاف أنه يجب عدم المبالغة أو الإفراط في الممارسات الصحية والتخلص مما يعرف بـ«الوسوسة» عند بعض الأشخاص حيث إن علينا أن نفهم أننا لا نستطيع التخلص من جميع الميكروبات أو المركبات الملوثة، وفي الوقت نفسه فإن التعرض لأعداد قليلة منها أثناء فترة الطفولة قد يكون مهماً لتنشيط الجهاز المناعي وجعله أكثر قدرة على مقاومة الأمراض.

Admin
Admin

عدد المساهمات : 60
نقاط : 176
تاريخ التسجيل : 21/04/2009

https://i-love-lolo.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى